ثم قال : إنّ المقلّد للحقّ في اصول الديانات وإن كان مخطئا في تقليده غير مؤاخذ به وأنّه معفوّ عنه.
وإنّما قلنا ذلك لمثل هذه الطريقة التي قدّمنا ، لأنّي لم أجد أحدا من الطائفة ولا من الأئمة عليهمالسلام ، قطع موالاة من يسمع قولهم واعتقد مثل اعتقادهم وإن لم يستند ذلك الى حجّة من عقل أو شرع.
ثمّ اعترض : على ذلك بأنّ ذلك لا يجوز ، لأنّه يؤدّي إلى الاغراء بما لا يأمن أن يكون جهلا.
______________________________________________________
(ثمّ قال) شيخ الطائفة رحمهالله : (انّ المقلّد للحق في اصول الدّيانات ـ وإن كان مخطئا في تقليده ـ) لكنّه (غير مؤاخذ به) أي : بالتقليد ، وقوله : «غير مؤاخذ» ، خبر : «إنّ» (وانّه معفوّ عنه) في ترك هذا الواجب ، لأنّه وصل الى الحق.
(وإنّما قلنا ذلك) أي : انّه غير مؤاخذ(لمثل هذه الطّريقة التي قدّمنا) والمراد بهذه الطريقة : السيرة في عدم إنكار العلماء على المقلدين في أصول الدين تقليدهم.
قال : (لأني لم أجد أحدا من الطائفة ولا من الأئمة عليهمالسلام ، قطع موالاة من يسمع قولهم) والمراد بقوله : «من يسمع قولهم» : المقلدون الذين يسمعون قول الأئمة عليهمالسلام ، وكذلك قول العلماء (واعتقد) أولئك المقلدون (مثل : اعتقادهم) في اصول الدين (وإن لم يستند ذلك) الاعتقاد من المقلدين في اصول الدين (الى حجّة من عقل أو شرع) بل كان مجرد تقليد.
(ثمّ اعترض) الشيخ رحمهالله بنفسه (على ذلك) أي : على جواز التقليد في اصول الدين ، وقال (بأنّ ذلك) التقليد في الاصول (لا يجوز ، لأنّه يؤدّي الى الاغراء بما لا يأمن أن يكون جهلا) إذ لو علم الشخص : بأن التقليد في اصول الدين جائز ،