لأنّ ما كان من المسائل الاصوليّة يبحث فيها عن كون شيء حجّة ، كمسألة حجّية الشهرة ونقل الاجماع وأخبار الآحاد ، أو عن كونه مرجّحا ، فقد انفتح فيها باب العلم وعلم الحجّة منها من غير الحجّة والمرجّح منها من غيره بإثبات حجّية الظنّ في المسائل الفرعيّة ، إذ بإثبات ذلك المطلب حصل الدلالة العقليّة على أنّ ما كان من الأمارات داخلة في نتيجة دليل الانسداد فهو حجّة.
______________________________________________________
وإنّما لا يلزم محذور (لأنّ ما كان من المسائل الاصولية يبحث فيها عن كون شيء حجّة ، كمسألة حجّية الشّهرة ، ونقل الاجماع ، وأخبار الآحاد ، أو عن كونه) أي : كون شيء (مرجّحا) كموافقة الكتاب ، ومخالفة العامّة ، وما أشبه ذلك (فقد انفتح فيها) أي : في هذه المسائل الاصولية (باب العلم ، وعلم الحجّة منها من غير الحجّة و) علم (المرجّح منها من غيره) أي : من غير المرجّح.
وإنّما انفتح فيها باب العلم (ب) سبب (إثبات حجّية الظّن في المسائل الفرعيّة) فإن الظّن لما كان ثابت الحجّية في المسائل الفرعية ، علمنا من ذلك : انّ كل شيء وصل إلى المسألة الفرعيّة فهو حجّة ، سواء كان ذلك الشيء الشهرة ، أو الاجماع المنقول ، أو الخبر ، أو غيرها؟.
وسواء كان ذلك الشيء معينا للحكم ، أو مرجّحا لدليل على دليل ، فيما إذا دار الأمر بين دليلين لم نعلم بحجّية أحدهما أوّلا وبالذات ، وإنّما علمنا بالترجيح لموافقة الكتاب ، ومخالفة العامّة ، أو بما أشبه ذلك.
(إذ بإثبات ذلك المطلب) أي : حجّية الظّن في المسائل الفرعية (حصل الدلالة العقليّة على أنّ ما كان من الأمارات داخلة في نتيجة دليل الانسداد ، فهو حجّة) والدلالة العقليّة عبارة عن : التلازم بين حجّية الظّن في الفروع ، وحجّية