بل قد عرفت احتمال كفره ، لعموم أدلّة كفر الشاكّ.
وأمّا الغير المتفطّن لوجوب النظر لغفلته أو العاجز عن تحصيل الجزم فهو معذور في الآخرة.
وفي جريان حكم الكفر احتمال تقدّم.
وأمّا الجازم فلا يجب عليه النظر والاستدلال وإن علم من عمومات الآيات
______________________________________________________
(بل قد عرفت : احتمال كفره لعموم أدلّة كفر الشّاك) بناء على انّ المراد من الشاك : غير الجازم ، لا الشّك المتساوي الطرفين.
(وأمّا غير المتفطن لوجوب النّظر لغفلته ، أو العاجز عن تحصيل الجزم) بان كان من البلّة ـ مثلا ـ (فهو معذور في الآخرة) ويمتحن فيها حسب ما ورد في بعض الأخبار.
(وفي جريان حكم الكفر) على مثل هذا الانسان غير المتفطن ، أو العاجز عن تحصيل الجزم (احتمال تقدّم) بيانه.
لكن لا يخفى : إنّ مقتضى الأدلة فيمن أظهر الاسلام وعمل بأحكامه في الظاهر ، انّه مسلم محكوم بكلّ أحكام الاسلام حتى اذا علمنا أنّه منافق يخالف باطنه ظاهره ، فكيف بمن لا نعلم منه وهو غير الجازم باطنا؟.
أمّا في الآخرة فحكمه الى ربّ العالمين الأعلم بالموضوعات وبالأحكام ، فلا يهمنا التعرض لحكمه في الآخرة.
نعم ، يهمنا حكمه في الدنيا من جهة تخويفه من العقاب إذا لم يحصل المعرفة بالنظر ، وعدم تخويفه ، وما أشبه ذلك ، ممّا هو شأن كتب اصول الدين.
(وأمّا الجازم ، فلا يجب عليه النّظر والاستدلال وإن علم من عمومات الآيات