وقد مرّ في أدلّة حجّيّة الأخبار ما يؤيّده أو يدلّ عليه من حكايات الاجماع والأخبار.
وأبعد من الكلّ دعوى استفادة حجّيّته ممّا دلّ من الأخبار ، كمقبولة ابن حنظلة والمرفوعة إلى زرارة ، على الأمر بالأخذ بما اشتهر بين الأصحاب من المتعارضين ،
______________________________________________________
تقول : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ)(١) تبيّنوا تبيّنا موصلا للعلم ، أو موصلا للاطمئنان ، بأي وجه حصل ذلك الاطمئنان.
(وقد مرّ في أدلّة حجّية الأخبار ما يؤيّده أو يدلّ عليه : من حكايات الاجماع والأخبار) على ان كل خبر يطمئن اليه ، سواء كان من عادل ، أو فاسق ، إمامي ، أو غير إمامي يكون حجّة.
(وأبعد من الكلّ) أي : من كل الاستدلالات المتقدّمة على أن الشهرة جابرة (: دعوى استفادة حجّيته) أي : حجّية الخبر الضعيف المجبور بالشهرة (ممّا دلّ من الاخبار ـ كمقبولة ابن حنظلة (٢) ، والمرفوعة الى زرارة (٣) ـ على الأمر بالأخذ بما اشتهر بين الأصحاب من المتعارضين) قوله : «على الأمر» ، متعلق بقوله : «ممّا دل» ، فان في الخبر : «خذ بما اشتهر بين أصحابك».
__________________
(١) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٧ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٠٢ ب ٢٢ ح ٥٢ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ٨ ب ٢ ح ٣٢٣٣.
(٣) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٥ ب ٢٩ ح ٥٧ ، جامع أحاديث الشيعة : ج ١ ص ٢٥٥.