ثمّ إنّك تقدر بملاحظة ما ذكرنا في التقصّي عن إشكال خروج القياس عن عموم دليل الانسداد من الوجوه على التكلّم فيما سطرنا هاهنا نقضا وإبراما.
هذا تمام الكلام في وهن الأمارة المعتبرة بالظنّ المنهيّ عنه بالخصوص ، كالقياس وشبهه.
وأمّا الظنّ الذي لم يثبت إلغاؤه إلّا من جهة بقائه تحت أصالة حرمة العمل بالظنّ ،
______________________________________________________
هذا ، ولكن أجوبة المسائل وذكر الفتاوى في كتب الأخبار ـ بالمناسبة ـ كان قبلهما أيضا ، وإنّما هما أول من دوّن في الفقه على أسلوب الرسائل العمليّة المتداولة اليوم.
(ثمّ إنّك تقدر بملاحظة ما ذكرنا ـ في التفصيّ عن إشكال خروج القياس عن عموم دليل الانسداد ـ من الوجوه) قوله : «من الوجوه» ، متعلق بقوله : «ما ذكرنا» أي : بملاحظة تلك الوجوه تقدر (على التكلم فيما سطرنا هاهنا) في الموهنية (نقضا وإبراما) فانّه كما يستشكل على خروج القياس عن الحجّية الانسدادية ، مع انّه موجب للظنّ ، كذلك يستشكل بأنه كيف لا يكون القياس موهنا ، مع إن الظّن الانسدادي حجّة مطلقا؟ والجواب عن هذا الاشكال في الوهن هو الجواب عن الاشكال في عدم الحجيّة.
(هذا تمام الكلام في وهن الأمارة المعتبرة) كالشهرة ونحوها وهنا (بالظنّ المنهي عنه بالخصوص ، كالقياس وشبهه) كالاستحسان ، والرأي ، وما أشبه ذلك.
(وأمّا الظنّ الذي لم يثبت الغاؤه الّا من جهة بقائه تحت أصالة حرمة العمل بالظنّ) كالظنّ الحاصل من الجفر ، والرّمل ، والرّؤيا ، وما أشبه ذلك