استمرار سيرة أصحابنا الاماميّة «رضوان الله عليهم» في الاستنباط على هجره وترك الاعتناء بما حصل لهم من الظنّ القياسيّ أحيانا فضلا عن أن يتوقّفوا في التخيير بين الخبرين مع عدم مرجّح آخر أو الترجيح بمرجّح موجود إلى أن يبحثوا عن القياس.
كيف ولو كان كذلك لاحتاجوا إلى عنوان مباحث القياس والبحث عنه بما يقتضي البحث عنها على تقدير الحجّية.
______________________________________________________
استمرار سيرة أصحابنا الامامية رضوان الله عليهم في الاستنباط ، على هجره) أي : هجر القياس (وترك الاعتناء بما حصل لهم من الظنّ القياسي أحيانا) فانهم أحيانا يحصل لهم الظّن من القياس ، ومع ذلك لا يعملون به ، ممّا يدل على أنّهم لا يجعلون القياس مرجحا ، كما لا يجعلونه دليلا.
(فضلا عن ان يتوقفوا في التخيير بين الخبرين مع عدم مرجّح آخر ، أو الترجيح بمرجّح موجود) توقفا (إلى أن يبحثوا عن القياس).
و (كيف) يكون عندهم القياس مرجحا؟ (ولو كان كذلك) أي : كان القياس مرجحا (لاحتاجوا الى عنوان مباحث القياس) بأن يعنونوا القياس في مباحثهم الاصولية ، كما عنونوا الخبر الواحد ، والظواهر ، والاجماع ، وما أشبه ذلك.
(والبحث عنه بما يقتضي البحث عنها على تقدير الحجّية) بأن يبحثوا عن القياس بالمباحث التي يقتضي القياس البحث عنها على تقدير حجّيته ، مثل مبحث أن يكون القياس سندا ، ومبحث أن يكون القياس مرجحا ، ومبحث أن يكون القياس موهنا ، ومبحث تعارض القياسين وانّه إذا تعارضا ما ذا يعمل معهما الى غير ذلك ، فحيث رأيناهم قد هجروا عنوان القياس ومباحثه ، دلّ على إنّ القياس مطروح عن الاعتبار في الشريعة مطلقا ، حتى عن كونه مرجّحا لأحد الخبرين.