إلّا أن يقال : إنّ هذا الظنّ حاصل من نفس الخبر المتّصف بكونه مقرّرا أو ناقلا.
ومنها : ما ذكروه في ترجيح أحد الخبرين بعمل أكثر السلف معلّلين بأن الأكثر يوفّق للصواب بما لا يوفّق له الأقلّ ، وفي ترجيحه بعمل علماء المدينة ،
______________________________________________________
(الّا ان يقال : انّ هذا الظنّ حاصل بنفس الخبر المتّصف بكونه مقررا أو ناقلا) لا من الخارج ، فلا يدل كلامهم على انّ الظنّ المستفاد من الخارج ، كالشهرة ، والاستقراء ، وما اشبه ذلك يكون مرجحا.
(ومنها : ما ذكروه في ترجيح أحد الخبرين بعمل أكثر السلف) بهذا الخبر دون ذاك فيما اذا كان الخبران متعارضين (معلّلين بأنّ الأكثر يوفّق للصواب بما لا يوفق له الاقل) وانّما يوفق الأكثر للصواب ، لأنّ الله سبحانه جعل الشورى في الموضوعات المختلف فيها ، ومعنى الشورى : هو الاخذ بقول الأكثر ، قال سبحانه : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ)(١) وقال ايضا : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)(٢) وقال ثالثة : (وَتَشاوُرٍ)(٣).
(وفي ترجيحه) اي : ترجيح احد الخبرين ، وهذا عطف على قوله : «في ترجيح احد الخبرين بعمل اكثر السلف» (بعمل علماء المدينة) لانّهم اقرب الى محل الوحي ، وجه ، ومن المعلوم : ان هذا لا يوجب الّا الظنّ ، ممّا يدل على ان الظنّ مرجّح.
__________________
(١) ـ سورة الشورى : الآية ٣٨.
(٢) ـ سورة آل عمران : الآية ١٥٩.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ٢٣٣.