الآخر لأجل ثبوت الرّيب فيه ، لا لأنّه لا ريب في بطلانه ، كما قد يتوهّم ، وإلّا لم يكن معنى للتعارض وتحيّر السائل ، ولا لتقديمه على الخبر المجمع عليه ، إذا كان راويه أعدل كما يقتضيه صدر الخبر ، ولا لقول السائل بعد ذلك : «هما معا مشهوران».
______________________________________________________
الآخر) الذي ليس بمشهور (لأجل ثبوت الرّيب فيه ، لا لأنّه لا ريب في بطلانه كما قد يتوهم) فإنّه قد يقال : خبر زرارة لا ريب فيه ، بمعنى : إنّ خبر عمار المقابل له ، فيه ريب ، وقد يقال : خبر زرارة لا ريب فيه ، بمعنى : إنّ خبر أبي الخطاب المقابل له لا ريب في بطلانه ، والمراد هنا من «لا ريب فيه» في الرّواية : المعنى الأوّل ، لا المعنى الثاني.
(وإلّا) بأن كان المراد منه : إنّ الخبر المقابل له لا ريب في بطلانه (لم يكن معنى للتعارض) لأنّ الخبر الذي لا ريب في بطلانه يسقط تلقائيا فلا يعارض الخبر الذي لا ريب فيه.
(و) كذا لم يكن معنى ل (تحيّر السائل) بين الخبرين ، الذي أحدهما بالتعيين لا ريب في بطلانه (ولا) معنى أيضا (لتقديمه) أي : الخبر الذي فيه ريب (على الخبر المجمع عليه ، إذا كان راويه) أي : راوي الخبر الذي فيه الريب (أعدل كما يقتضيه صدر الخبر) حيث إنّ الإمام عليهالسلام قدّم أوّلا الأعدل ، ثم إذا لم يكن بينهما أعدل ، بل كان كلاهما عادلان قدّم الخبر المجمع عليه على غيره.
ومعنى تقديم الأعدل : أن يقدّم الأعدل أوّلا وإن كان الخبر الآخر أشهر ، فاذا لم يكن أعدل في البين ، كان اللازم الأخذ بالأشهر.
(ولا) معنى أيضا (لقول السائل بعد ذلك) أي : بعد جعل الإمام الأشهر مقدّما على غيره : (هما معا مشهوران) إذ الخبر الذي لا ريب في بطلانه سواء كان