التكليف به أحد من المسلمين وإن نازعت الأشاعرة في إمكانه.
نعم ، لو اريد من الموصول نفس الحكم والتكليف كان إيتاؤه عبارة عن الاعلام به ،
______________________________________________________
التكليف به) أي : بالاجتناب عن مشكوك الحرمة (أحد من المسلمين) لأنّ المسلمين متفقون على إنّ الله سبحانه وتعالى لا يكلّف الانسان على غير المقدور (وإن نازعت الاشاعرة في إمكانه) أي : إمكان التكليف بغير المقدور ، فان الأشاعرة وان قالوا بذلك ، لكنّهم قالوا : إنّ التكليف بغير المقدور لم يقع من الله سبحانه وتعالى ، لوضوح : انّ الامكان شيء ، والوقوع شيء آخر.
أمّا أنّ الأشاعرة كيف ذهبوا إلى إمكان التكليف بغير المقدور فهو لأنهم لا يرون الحسن والقبح العقليّين ، واما عدم الامكان الذي يقول به الشيعة والمعتزلة فمستنده عدم إمكان تكليف الحكيم بما لا يمكن وقوعه في الخارج ، لأنه غير مقدور للمكلّف.
وثالث المعاني المحتملة في «ما» الموصولة : أن يراد به الحكم والتكليف ، بمعنى إنّ الله لا يكلّف تكليفا إلّا إذا بيّن ذلك التكليف ، فتكون الآية حينئذ دليلا على البراءة ، والى هذا أشار المصنّف بقوله :
(نعم ، لو أريد من الموصول) في الآية المباركة (: نفس الحكم والتكليف كان إيتاؤه) أي : إيتاء ذلك الحكم والتكليف (عبارة عن الاعلام به) أي بذلك التكليف ، فيدل على نفي التكليف غير المعلوم ، ولعله بملاحظة هذا المعنى قال النراقي : إنّ دلالة الآية على البراءة واضحة.
وهنا معنى رابع في الآية ، لعله من حيث الاطلاق أقرب إلى ظاهرها وهو : شمول الآية لكلّ ذلك فغير المقدور لا يكلف الله العبد به ، كما أن الحكم الذي