التوحيد : «رفع عن أمّتي تسعة : الخطأ ، والنّسيان ، وما استكرهوا عليه ، وما لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطرّوا إليه ...» ، الخبر.
______________________________________________________
لا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطرّوا إليه ، الخبر) (١) وتتمته : والحسد ، والطيرة ، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة.
فالخطأ : أن يشتبه الشخص في قول أراد أن يقوله ، مثل ما لو قال : اللهم لا تغفر لي ، مكان اللهم اغفر لي ، أو في عمل : كأن اشتبه فوطأ زوجته في حال الحيض زاعما انّها طاهرة.
والنسيان : واضح ، لكنّهم اختلفوا في انّه هل يشمل النسيان الذي حصل من التسامح أم لا؟ كما اذا تسامح في الأمر فنسي ، بحيث لو لم يكن يتسامح لم ينس.
وما لا يطيقون : امّا انّه لا يتمكنون إطلاقا ، فمعنى رفعه حينئذ رفع آثاره : من القضاء ، والاعادة ، والكفارة ، ونحو ذلك ، أو يصعب عليهم صعوبة بالغة.
وما اضطروا إليه : هو ما إذا خاف التلف من الجوع ـ مثلا ـ ان لم يأكل لحم الخنزير ، أو الموت من العطش إن لم يشرب الخمر ـ مثلا ـ ولا يخفى : ان «اضطر» يقرأ بصيغة المجهول ، وذلك على خلاف قاعدة باب الافتعال ـ لأنّه متعد ـ لذا قال سبحانه في القرآن الحكيم : (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ)(٢).
والطيرة : هو العمل حسب طيران الطير أو تحرك غير الطير من الحيوانات الاخرى ، كما كان في الجاهلية حيث اذا أراد السفر ورأى طيرا يطير نحو الشمال ،
__________________
(١) ـ التوحيد : ص ٣٥٣ ح ٢٤ ، الخصال : ص ٤١٧ ، تحف العقول : ص ٥٠.
(٢) ـ سورة لقمان : الآية ٢٤.