والمراد بما لا يطاق في الرواية هو ما لا يحتمل في العادة ، لا ما لا يقدر عليه أصلا ، كالطيران في الهواء ، وأمّا في الآية فلا يبعد أن يراد به العذاب والعقوبة ، فمعنى (لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ :) لا تورد علينا ما لا نطيقه من العقوبة.
______________________________________________________
ثم لبيان معنى «ما لا يطيقون» قال المصنّف : (والمراد بما لا يطاق في الرّواية : هو ما لا يحتمل في العادة لا ما لا يقدر عليه أصلا كالطيران في الهواء) فالمراد به الشيء الممكن لكن مع حرج شديد ومشقة عظيمة ، فانّه لا يقبح المؤاخذة عليه.
(وأمّا) المراد من (ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) الذي استوهبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الله سبحانه وتعالى كما (في الآية) المباركة المتقدّمة (: فلا يبعد أن يراد به : العذاب والعقوبة) الأخروية ، لا التكليف الشاق الذي ذكرناه في الحديث (فمعنى : (لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)(١) : لا تورد علينا ما لا نطيقه من العقوبة).
هذا ، ولكنّا لم نعرف وجه استظهار المصنّف هذا المعنى من الآية المباركة ، فان ظاهر الآية كظاهر الحديث : ما يشقّ على الانسان تحمله ، ويؤيد ذلك بعض الأحاديث الواردة في المقام :
فعن عمران بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رفع عن أمتي أربعة خصال : خطأها ، ونسيانها ، وما اكرهوا عليه ، وما لا يطيقون ، ذلك قول الله عزوجل : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا)(٢) الآية ، وقوله سبحانه : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ (٣)) (٤).
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٨٦.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ٢٨٦.
(٣) ـ سورة النحل : الآية ١٠٦.
(٤) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ٤ ص ٣٧٣ ب ١٢ ح ٥٤٢٨ (بالمعنى).