وبالجملة : فتأييد إرادة رفع جميع الآثار بلزوم الاشكال على تقدير الاختصاص برفع المؤاخذة ضعيف جدا.
______________________________________________________
وفي حديث آخر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال لله سبحانه وتعالى لمّا سمع ذلك : «أما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني ، قال : سل ، قال : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) قال عزوجل : لست أؤاخذ أمّتك بالنسيان والخطأ لكرامتك عليّ ، وكانت الامم السالفة إذا نسوا ما ذكّروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أخطئوا أخذوا بالخطإ وعوقبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك عليّ.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا أعطيتني ذلك فزدني ، فقال الله تعالى له : سل ، قال : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ـ) يعني بالاصر : الشدائد التي على من كان قبلنا ـ فأجابه الله إلى ذلك ، فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن امتك الآصار التي كانت على الامم السالفة ، ثم ذكر الله الآصار التي كانت على الامم السالفة واحدا بعد واحد» ، وفي موضع آخر من نفس هذا الحديث ، ورد بعد ذكر الآصار ، إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا أعطيتني ذلك كلّه فزدني ، قال : سلّ ، قال : (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)(١) ، قال تبارك اسمه : فعلت ذلك بامّتك قد رفعت عنهم عظم بلاء الامم ...» (٢).
(وبالجملة : فتأييد إرادة رفع جميع الآثار) تأييدا (ب) سبب (لزوم الاشكال على تقدير الاختصاص برفع المؤاخذة) كما عرفت (ضعيف جدّا) فقد تقدّم :
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٨٦.
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٩٢ ص ٢٧٠ ب ٣٠ ح ٢٠ (بالمعنى).