أحدهما ما وجب على المكلّف الاعتقاد والتديّن غير مشروط بحصول العلم ، كالمعارف ، فيكون تحصيل العلم من مقدّمات الواجب المطلق فيجب.
الثاني : ما يجب الاعتقاد والتديّن به إذا اتفق حصول العلم به ، كبعض تفاصيل المعارف.
وأمّا الثاني : فحيث كان المفروض عدم وجوب تحصيل المعرفة العلميّة ، كان الأقوى القول بعدم وجوب العمل فيه بالظنّ لو فرض حصوله
______________________________________________________
(أحدهما : ما وجب على المكلّف الاعتقاد والتّدين غير مشروط بحصول العلم) بأن قال الشارع له : يجب عليك أن تعتقد وتتدين (كالمعارف) الخمسة من اصول الدين (فيكون تحصيل العلم من مقدّمات الواجب المطلق ، فيجب) هذا التحصيل للعلم وهذا أوّلا وبالذّات عقلي ، وثانيا وبالعرض شرعي لا بالنسبة الى جميع الاصول الخمسة ، فإن مثل الامامة يكون ـ كما قاله جمع ـ بدليل شرعي بعد ثبوت النبوة على ما ذكرنا بعض تفصيله في كتاب «الاصول».
(الثّاني : ما يجب الاعتقاد والتديّن به إذا اتّفق حصول العلم به ، كبعض تفاصيل المعارف) الخمسة : من أحوال البرزخ والمعاد ، وخصوصيات الجنة والنّار ، وكذلك خصوصيات النبيّ والامام صلوات الله عليهما.
(وأمّا الثّاني :) وهو ما يجب الاعتقاد والتديّن إذا اتفق حصول العلم به (فحيث كان المفروض عدم وجوب تحصيل المعرفة العلميّة) بالنسبة اليه ، (كان الأقوى القول : بعدم وجوب العمل فيه بالظّن لو فرض حصوله) يعني : انّه لو فرض حصول الظّنّ بخصوصيات البرزخ وما أشبه ، لم يجب العمل بذلك بأن يلتزم به قلبا ، ويظهره للناس لسانا ، وما أشبه ذلك.