هذا إذا لم يتعيّن عليه الإفتاء والمرافعة لأجل قلّة المجتهدين ، وأمّا في مثل زماننا فالأمر واضح ، فلا تغترّ حينئذ بمن قصر استعداده أو همّته عن تحصيل مقدّمات استنباط المطالب الاعتقادية الأصوليّة والعمليّة عن الأدلّة العقليّة والنقليّة ، فيتركها بغضا لها ـ لأنّ الناس أعداء ما جهلوا ـ ويشتغل بمعرفة صفات الربّ جلّ ذكره وأوصاف حججه ، صلوات الله وسلامه عليهم ، ينظر في الأخبار
______________________________________________________
(هذا اذا لم يتعيّن عليه الإفتاء والمرافعة) بأن يقضي بين الناس ويحل مشاكلهم وذلك (لأجل قلّة المجتهدين).
أمّا إذا تعيّن عليه هذان الأمران ، فتقدم الاجتهاد في المسائل الفرعية أهم من الاجتهاد في خصوصية مسائل أصول الدّين.
(وأمّا في مثل زماننا ، فالأمر واضح) لقلّة شديدة في المجتهدين (فلا تغتّر حينئذ) أي : حين عرفت لزوم الاجتهاد في اصول الدين ، والاجتهاد في فروع الدين ، وانّه يكون تارة الأوّل أهم واخرى الثاني أهم (بمن قصر استعداده ، أو همته عن تحصيل مقدّمات استنباط المطالب الاعتقاديّة الاصولية والعمليّة) فلا يحصلها (عن الأدلّة العقليّة والنقلية فيتركها بغضا لها).
وإنّما يتركها (لأنّ النّاس أعداء ما جهلوا) كما ورد في الحديث ، وسببه : انّ الناس يرون صحّة ما عندهم من الباطل ، فيرون الواقعيات التي تخالف آرائهم جهالات وضلالات ، فيكونون أعدائها بزعم انّها جهالة وضلالة ، وهذا غالبا يكون في الجهل المركب.
(ويشتغل بمعرفة صفات الرّب جل ذكره ، وأوصاف حججه ، صلوات الله وسلامه عليهم) أجمعين ، وخصوصيات المعاد ، وهو (ينظر في الأخبار