لا يعرف من ألفاظها الفاعل من المفعول ، فضلا عن معرفة الخاصّ من العامّ ، وينظر في المطالب العقليّة لا يعرف به البديهيّات فيها ، ويشتغل في خلال ذلك بالتشنيع على حملة الشريعة العمليّة والاستهزاء بهم بقصور الفهم وسوء النية ، فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون.
______________________________________________________
لا يعرف من الفاظها الفاعل من المفعول فضلا عن معرفة الخاص من العام) والمطلق من المقيد ، والمجمل من المبيّن ، وإلى غير ذلك ، ومن الواضح : انّ علوم العربية هي الأساس للعلوم الرفيعة الأصولية والفرعية.
(وينظر في المطالب العقليّة لا يعرف به البديهيّات فيها) فينتهي في مطالبه العقلية الى خلاف المطالب العقلية الواقعية.
(ويشتغل في خلال ذلك ، بالتّشنيع على حملة الشّريعة العمليّة) من المجتهدين (والاستهزاء بهم بقصور الفهم وسوء النيّة (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(١)) كما في الآية الكريمة ، حيث إنّه لمّا يموت يعرف مدى الجهالة التي كان فيها ، والضّلالة التي كان عليها ، وكذا يظهر له ذلك في القيامة أيضا.
هذا ، وقد شاع في زمان شيخنا المصنّف رحمهالله بين الناس صنفان.
الأوّل : المشتغلون بالأخبارية.
الثاني : المشتغلون بالفلسفة.
وكتاب الرّسائل والمكاسب كلاهما في قبال هاتين الطائفتين ، فلو لا هما لعلّه بقي رواج هذين الصنفين.
__________________
(١) ـ سورة الشعراء : الآية ٦.