وفي رواية سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أنّ يعرّفه الله تبارك وتعالى إيّاه ، فيقرّ له بالطاعة ، فيعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه إمامه وحجّته في أرضه وشاهده على خلقه فيقرّ له بالطاعة. فقلت : يا أمير المؤمنين! وإن جهل جميع الأشياء إلّا ما وصفت؟ قال : نعم». وهي صريحة في المدّعى.
______________________________________________________
بأنّه إذن كيف يدخل الجنّة من مات بها والحال انّ الروايات المتواترة دلّت على دخولهم الجنّة؟.
الثالث : انّ حقيقة الشريعة قد تغيّرت من مكة الى المدينة ، ففي مكّة كانت حقيقة وفي المدينة أصبحت حقيقة أخرى ، وهذا ضروري العدم ، لأن حقيقة الشريعة واحدة بالبداهة عند جميع المسلمين.
(وفي رواية سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ أدنى ما يكون به العبد مؤمنا) فيكون أدنى المؤمنين إيمانا وإن كان له درجات فوق ذلك (أن يعرّفه الله تبارك وتعالى إيّاه) أي : يعرّفه الله نفسه ، وذلك لأنّ أصل المعرفة من الله سبحانه وتعالى (فيقرّ له بالطاعة فيعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه إمامه وحجّته في أرضه ، وشاهده على خلقه ، فيقرّ له بالطّاعة) فان كلام الامام عليهالسلام صريح في كفاية هذه الامور في أصول الدين.
(فقلت : يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلّا ما وصفت؟) ولعل المراد بجميع الأشياء : خصوصيات أحوال البرزخ ، والمعاد ، والجنّة والنار ، وما أشبه ذلك ، (قال) عليهالسلام : (نعم (١) ، وهي صريحة في المدّعى) الذي ادعيناه :
__________________
(١) ـ بحار الأنوار : ج ٦٩ ص ١٧ ب ٢٩ ح ٣ (بالمعنى).