قلت : من هم؟ قال : نساؤكم وأولادكم ، قال : أرأيت أم أيمن! فانّي أشهد أنّها من أهل الجنّة ، وما كانت تعرف ما أنتم عليه».
______________________________________________________
كادراك سائر الناس ، فإن المستضعف يطلق في الشريعة على قسمين من الناس :
الأوّل : المستضعف في عقيدته.
الثاني : المستضعف الّذي استضعفه الجبارون كما قال سبحانه : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ.)(١)
(قلت : من هم) المستضعفون؟.
(قال : نساؤكم وأولادكم) فإن الغالب من هؤلاء لا يدركون خصوصيات الايمان ، ولهذا فهم مستضعفون في عقيدتهم عن قصور ، لا عن تقصير.
ثم استشهد عليهالسلام لكلامه بشيء هو واضح عند السائل وعند غيره (قال : أرأيت) أي : أتعرف معرفة كأنك رأيته ، كما قال سبحانه في القرآن الحكيم عن لسان الشيطان : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ)(٢) ولهذا فسّر «أرأيت» في كتب اللّغة : بأخبرني ، أي : أخبرني عن (ام أيمن؟ فانّي أشهد انّها من أهل الجنّة وما كانت تعرف ما أنتم عليه) (٣) من المعرفة.
لا يقال : ألم تكن أم أيمن في زمن الرّسول وعليّ وفي بيت الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين؟ فكيف كانت لا تعرف ما نعرفه؟.
لأنّه يقال : إنّ كل إنسان يستوعب من المعرفة بقدره ، كما إن الزمان أيضا كشف لنا ما كان مستورا عنها ، وأرانا الحقائق كما هي ممّا كانت لم ترها بل سمعت
__________________
(١) ـ سورة القصص : الآية ٥.
(٢) ـ سورة الاسراء : الآية ٦٢.
(٣) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٠٥ ح ٦ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ٣٦٨ ب ١٣ ح ٦١ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢٥٧ ح ٧٩١ ، وسائل الشيعة : ج ٤ ص ٤٥٦ ب ٥٥ ح ٥٧٠١.