فانّ في قوله «ما جهلت شيئا» ، دلالة واضحة على عدم اعتبار الزائد في أصل الدين.
والمستفاد من هذه الأخبار المصرّحة بعدم اعتبار معرفة أزيد ممّا ذكر فيها في الدين ـ وهو الظاهر أيضا من جماعة من علمائنا الأخيار ، كالشهيدين في الألفية
______________________________________________________
عنها ، ومن يرى الشيء يكون أكثر معرفة به ممّن قد سمعه فقط ، فتجارب التاريخ ، وحوادث الزمان صقلت معرفتنا باصول الدّين وخصوصا بالولاية والامامة وجعلت معرفتنا أعمق ، وأكثر إحاطة منها فانّهم عليهمالسلام قد أدّوا ما عليهم تجاه بناء الفرد وبناء الامة الاسلامية الواحدة ، وتكوين الدولة ، وإرساء قواعد الاصول ، ونشر الأحكام والأخلاق ، مع إنّهم كانوا غالبا في اسفار الحروب ونحوها ، حتى أن في كلّ شهر ونصف كان للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سفر أو حرب ، أو غزوة ، طيلة السنوات العشرة ، في المدينة المنورة ، ومن المعلوم : انّ أسفار تلك الأيام كانت لها من المشقة ما ليس لها في زماننا هذا.
وعليه : (فانّ في قوله عليهالسلام : ما جهلت شيئا ، دلالة واضحة على عدم اعتبار الزّائد في أصل الدّين) وإن كانت فروع الدّين من المسائل الفقهية تحتاج الى أكثر من ذلك.
(والمستفاد من هذه الأخبار المصرّحة بعدم اعتبار معرفة أزيد ممّا ذكر فيها في الدّين) قوله : «في الدين» متعلق : «بعدم اعتبار» ، فإن الّذي كان مصدّقا بما ذكر في هذه الأخبار يكون مؤمنا حقا.
(وهو الظّاهر أيضا من جماعة من علمائنا الأخيار : كالشهيدين في الألفية