الواقعيّة في معلوم التكليف إرشاديّ محض ، لا يترتّب على موافقته ومخالفته أزيد ممّا يترتّب على نفس وجود المأمور به أو عدمه ، كما هو شأن الأوامر الارشاديّة ،
______________________________________________________
الواقعية في معلوم التكليف) مثل قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (١) (وارشاديّ محض لا يترتب على موافقته ومخالفته أزيد ممّا يترتب على نفس وجود المأمور به أو عدمه ، كما هو شأن الأوامر الارشادية) كأوامر الطبيب.
ومن الواضح : انّ الانسان لو أطاع أمر الطبيب وشرب الدواء ، لم يحصل الّا على الصحة التي هي من توابع شرب الدواء ، لا من توابع اطاعة أمر الطبيب ، كما أنه اذا عصى أمر الطبيب لا يترتب عليه الّا مضرة عدم شرب الدواء ، لا مضرة عدم اطاعة أمر الطبيب ، وكذا المصلي فانّه ينال منافع الصلاة اذا أتى بها ، كما أن تارك الصلاة يقع في مضرة تركها اذا تركها سواء كان هناك أمر بالطاعة أم لا؟ يعني سواء قال سبحانه : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أم لم يقل؟ فانّ العبد اذا أتى بالصلاة نال منافعها لا منافع أمر (أَطِيعُوا اللهَ) كما أنّه اذا ترك الصلاة نال مضرة تركها لا مضرة ترك (أَطِيعُوا اللهَ).
وكذا بالنسبة الى أوامر الاحتياط : فانّ من يستهل في أول الشهر ينال منافع الاستهلال ، ومن يترك الاستهلال يقع في مضرة ترك الاستهلال على تقدير وجوبه واقعا ، من غير فرق بين أن يكون أمر شرعي أو عقليّ بالاحتياط ، أم لم يكن أمر عقلي ، أو شرعي به ، كما هو شأن كلّ أمر ارشادي ، سواء كان ارشادا
__________________
(١) ـ سورة النساء : الآية ٥٩.