حكمهم باستحقاق العقاب على ترك الشكر بمجرّد احتمال الضرر في تركه لأجل مصادفة الاحتمال للواقع ، فانّ الشكر لمّا علمنا بوجوبه عند الشارع وترتّب العقاب على تركه. فاذا احتمل العاقل العقاب على تركه ، فان قلنا بحكومة العقل في مسألة دفع الضرر المحتمل صحّ عقاب تارك الشكر ـ من أجل إتمام الحجّة عليه ـ بمخالفة عقلية ، وإلّا فلا.
______________________________________________________
وعليه : فانّ (حكمهم باستحقاق العقاب على ترك الشكر بمجرّد احتمال الضرر) الاخروي والعقاب ليس هو (في تركه) أي : ترك الشكر مطلقا ، بل (لأجل مصادفة الاحتمال للواقع) فانهم يقولون بالعقاب على ترك الشكر إذا صادف الواقع بأن كان الشكر واجبا لا مطلقا.
أمّا ان الشكر واجب واقعا أو ليس بواجب واقعا فيظهر من دليل شرعي ، كما قال : (فانّ الشكر لمّا علمنا) من الخارج (بوجوبه عند الشارع) وذلك بعد وصول احكامه الينا (و) علمنا (ترتّب العقاب على تركه) أي : على ترك الشكر ، علمنا : ان الشكر واجب واقعا : وان العقاب ترتب على تاركه.
وعليه : (فاذا احتمل العاقل) الذي لم يصله حكم الشارع (العقاب على تركه ، فان قلنا بحكومة العقل في مسألة دفع الضرر المحتمل) كما يقول به العدلية خلافا للأشاعرة حيث لا يقولون بحكم العقل (صحّ عقاب تارك الشكر ـ من أجل إتمام الحجّة عليه ـ بمخالفة عقلية) لان الشكر كان واجبا واقعا ، وقد تمت الحجة على هذا الشخص بدلالة عقله عليه.
(والّا) بأن لم يحتمل العاقل العقاب على تركه (فلا) عقاب عليه لوضوح : قبح العقاب بلا بيان وإن صادف الواجب الواقعي.