إلّا أنّ هذا وعد على الاطاعة الحقيقيّة ، وما نحن فيه وعد على الاطاعة الحكميّة ، وهو الفعل الذي يعدّ معه العبد في حكم المطيع ، فهو من باب وعد الثواب على نيّة الخير التي يعدّ معها العبد في حكم المطيع من حيث الانقياد.
______________________________________________________
(الّا أنّ هذا وعد) للثواب (على الاطاعة الحقيقية) وهي اطاعة الله والرسول (وما نحن فيه) من أوامر «من بلغ» (وعد) للثواب (على الاطاعة الحكمية) والفرق بين الطاعة الحقيقية والطاعة الحكمية : انّ الطاعة الحقيقية متيقنة كصلاة الظهر ، بينما الطاعة الحكمية محتملة مثل أوامر «من بلغ».
ثم انّه عرّف الطاعة الحكمية بقوله : (وهو الفعل الذي يعدّ معه العبد في حكم المطيع) فانّ الانسان إذا صلّى يكون مطيعا حقيقيا ، أمّا إذا عمل حسب أخبار «من بلغ» يكون في حكم المطيع ، لاحتمال أن لا يكون هنالك واقع للشيء الذي اثبتته أخبار «من بلغ».
إذن : (فهو) أي : وعد الثواب على الفعل الثابت بسبب أخبار «من بلغ» (من باب وعد الثواب على نية الخير ، التي يعدّ معها العبد في حكم المطيع من حيث الانقياد) فالثواب الذي يناله ثواب انقياد وليس ثواب إطاعة.
انّ قلت : انّ اخبار «من بلغ» اثبتت الثواب ، والثواب كاشف عن الأمر المولوي ؛ فاذا قال المولى : من سرّح لحيته كان له قصر في الجنّة ـ مثلا ـ دلّ هذا الثواب على وجود الأمر بتسريح اللحية ، فكذلك بالنسبة الى أخبار «من بلغ» فانها تثبت الثواب ، والثواب يدل على وجود الأمر المولوي ، واذا كان هناك امر مولوي كان الاستحباب.