الاستفادة هناك باعتبار أنّ ترتّب الثواب لا يكون إلّا مع الاطاعة حقيقة أو حكما.
فمرجع تلك الأخبار إلى بيان الثواب على إطاعة الله سبحانه بهذا الفعل ، فهي تكشف عن تعلّق الأمر بها من الشارع ،
______________________________________________________
على احتمال الأمر حيث قال عليهالسلام : «التماس ذلك» (١) وقال عليهالسلام : «طلب قول النبيّ» (٢) ، ففرق بين الثواب في قوله : «من سرّح» ، الكاشف عن الأمر المولوي ، وبين الثواب في قوله : «طلب قول النبي» ، الكاشف عن الأمر الارشادي.
وانّما يكون هذا التوهم مدفوعا ، لانّه كما قال : (الاستفادة هناك) فيما ذكر فيه الثواب (باعتبار انّ ترتّب الثواب لا يكون إلّا مع الاطاعة حقيقة أو حكما).
ومعلوم : ان الاطاعة الحقيقة في الأوامر ، والاطاعة الحكمية في مورد الانقياد في مثل أخبار «من بلغ» ، وحيث كان قوله : «من سرّح لحيته فله كذا» (٣) من القسم الأوّل ، كان تسريح اللحية مأمورا به ، بخلاف «من بلغه ثواب على عمل» فانّه من القسم الثاني ، فتكون طاعة حكمية ، والطاعة الحكمية لا تكشف عن الأمر.
إذن : (فمرجع تلك الأخبار) أي : أخبار «من سرّح لحيته» ، وما أشبه (الى بيان الثواب على اطاعة الله سبحانه بهذا الفعل ، فهي) أي : هذه الأخبار الواردة في مثل : تسريح اللحية (تكشف عن تعلّق الأمر) المولوي (بها) أي : بتلك الأفعال من قبيل تسريح اللحية (من الشارع) الجار متعلق بقوله : «الأمر».
__________________
(١) ـ الاقبال : ص ٦٢٧ ، فلاح السائل : ص ١٢.
(٢) ـ المحاسن : ص ٢٥ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٨١ ب ١٨ ح ١٨٥.
(٣) ـ الكافي (فروع) : ج ٦ ص ٤٨٩ ح ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٢٨ ح ٣٢١ ، وسائل الشيعة : ج ٢ ص ١٢٦ ب ٧٦ ح ١ (بالمعنى) ، بحار الانوار : ج ٧٦ ص ١١٧ ب ١٥ ح ٤.