لأنّ صلاة الجماعة فرد من الصلاة الواجبة ، فتتّصف بالوجوب لا محالة ، واتّصافها بالاستحباب من باب أفضل فردي الواجب ، فيختصّ بما إذا تمكّن المكلّف من غيره. فاذا عجز تعيّن وخرج عن الاستحباب ،
______________________________________________________
الشارع من المكلّف ؛ فاذا تعذرت الصلاة بالقراءة الصحيحة لجهل المصلي بأصل القراءة أو بالقراءة الصحيحة ؛ لزم أن يأتي بالفرد الآخر الممكن ؛ كما هو الشأن في كل كلي يريده المولى وله أفراد ، فانه اذا تعذّر بعض الأفراد وجب على المكلّف أن يأتي بالبعض الآخر.
إذن ، فالنتيجة : وجوب الايتمام (لأن صلاة الجماعة فرد من الصلاة الواجبة) على نحو الكلية (فتتّصف بالوجوب لا محالة) فانّ كل أفراد الكلي يتصف بالوجوب على سبيل البدل.
(و) ان قلت : فلما ذا يقولون : انّ الجماعة مستحبة؟.
قلت : (اتصافها بالاستحباب من باب أفضل فردي الواجب) يعني : انّ الأفراد كلها واجبة ، لكن الجماعة أفضل تلك الأفراد ؛ كما ان الصلاة كلها واجبة ، لكن الصلاة في المسجد أفضل تلك الأفراد.
والحاصل : ان صلاة الجماعة ، والصلاة في المسجد ، والصلاة أول الوقت ، واجبة تخييرا بينها وبين سائر الأفراد ؛ لكنّها مستحبة تعيينا بمعنى : أفضلية ثواب هذا الفرد عن سائر الأفراد الأخر (فيختص) أي : يختص هذا الاستحباب لصلاة الجماعة (بما إذا تمكّن المكلّف من غيره) من سائر الأفراد بأن تمكّن أن يأتي بالصلاة جماعة أو فرادى صلاة صحيحة (فاذا عجز) عن سائر الأفراد (تعيّن وخرج عن الاستحباب).
نعم ، يعطى ثواب الجماعة لهذا الجاهل بالقراءة ، لأنّ التعذر عن صلاة المنفرد