وفيه : أنّ كون «من» بمعنى الباء مطلقا وبيانيّة في خصوصية المقام مخالف للظاهر بعيد ، كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام.
والعجب معارضة هذا الظاهر بلزوم تقييد الشيء بناء على المعنى المشهور بما كان له اجزاء حتى يصحّ الأمر باتيان ما استطيع منه ، ثم تقييده بصورة تعذّر إتيان جميعه ، ثم ارتكاب التخصيص فيه باخراج ما لا يجري فيه هذه القاعدة اتفاقا ،
______________________________________________________
(وفيه : انّ كون «من» بمعنى الباء) للتعدية (مطلقا ، وبيانيّة في خصوصية المقام ، مخالف للظاهر بعيد ، كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام) عند العرب ، فان كون «من» بمعنى الباء خلاف الموضوع له ، فليس من معاني «من» الباء ، وامّا كون «من» بيانا : فانه وان كان من جملة معاني «من» ـ كما ذكره الأدباء ـ إلّا انه إنّما يستعمل للبيان فيما إذا كان هناك كلام مبهم ، وليس في المقام مبهم حتى يبيّنه «من».
(والعجب معارضة هذا الظاهر) من صاحب الفصول (بلزوم تقييد الشيء بناء على المعنى المشهور) وهو : كون «من» تبعيضية (بما كان له اجزاء حتى يصحّ الأمر باتيان ما استطيع منه ، ثم تقييده بصورة تعذّر اتيان جميعه) لتعذر بعضه (ثم ارتكاب التخصيص فيه باخراج ما لا يجري فيه هذه القاعدة اتفاقا) فان صاحب الفصول وان سلّم ظهور الحديث في المعنى المشهور ، إلّا انه ضعّفه بلزوم كثرة التقييدات فيه ، لانه كما تصوّر يلزم تقدير الحديث هكذا :
إذا أمرتكم بشيء ذي اجزاء ولم تقدروا على اتيان جميعه فأتوا ببعضه المقدور.
وهذا كما لا يخفى مخصص أيضا بجملة امور : كالصوم إذا تمكن ان يصوم