إنشاء ، لإمكان كونه إخبارا عن طريقة الناس وأنّهم لا يتركون الشيء بمجرد عدم إدراك بعضه.
مع احتمال كون لفظ الكلّ للعموم الافرادي ،
______________________________________________________
الخبرية : لا يترك في قوله عليهالسلام : «ما لا يدرك كله لا يترك كله» يمنع ان تكون (إنشاء) للحرمة ، أو إنشاء لمطلق المرجوحية الأعم من الحرمة والكراهة ، وذلك (لامكان كونه) أي : كون لا يترك (اخبارا عن طريقة الناس ، وانّهم) في امورهم العرفية (لا يتركون الشيء بمجرد عدم ادراك بعضه).
وإنّما يمكن ان يكون «لا يترك» اخبارا لا إنشاء ، لان النبي والأئمة من أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين اضافة إلى بيانهم للأحكام الشرعية من الواجبات والمستحبات والمكروهات والمحرمات والمباحات كانوا يخبرون عن أحوال الناس وكيفية معاشرتهم الاجتماعية وغيرها ، مثل ما ورد من قوله عليهالسلام :
ومن هاب الرّجال تهيّبوه |
|
ومن وهن الرّجال فلن يهابا (١) |
ومثل قوله عليهالسلام : «من دخل مداخل السوء اتّهم» (٢) إلى غير ذلك.
ومع هذا الاحتمال لا يمكن الاستدلال بهذه الرواية على وجوب الباقي من الأجزاء بعد تعسّر البعض أو تعذره.
وإلى الاشكال الرابع أشار بقوله : (مع احتمال كون لفظ الكلّ للعموم الافرادي) دون الاجزائي ، فيكون المقصود من قوله : «ما لا يدرك كله» يعني : كل افراده لا كل اجزائه ، فيختص بالعموم الذي له افراد ، فاذا تعذر بعض هذه الافراد ، وأمكن بعضها
__________________
(١) ـ الخصال : ص ٧٣ ح ١١١ (بالمعنى) ، ديوان الإمام علي عليهالسلام : ص ٢٥.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٨ ب ١٩ ح ١٥٥٧٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٩ ص ٢٦٤ ب ٣٥٥ وص ٢٦٥.