لأنّ العقل ينفي تكليفه بالمنسيّ ولا يثبت له تكليفا بما عداه من الاجزاء.
وإنّما يأتي بها بداعي الأمر بالعبادة الواقعية غفلة عن عدم كونه إياها.
كيف والتكليف عقليا كان أو شرعيا ، يحتاج إلى الالتفات ، وهذا الشخص غير ملتفت إلى أنّه ناس عن الجزء حتّى يكلف بما عداه.
ونظير هذا التوهّم توهّم أنّ ما يأتي به الجاهل المركب باعتقاد أنّه المأمور به من باب اتيان المأمور به بالأمر العقلي ،
______________________________________________________
إلى الالتفات والتوجه ، وهذا الشخص الغافل أو الناسي غير ملتفت إلى انه ناس للجزء أو غافل عنه حتى يكلّف بما عداه؟.
وإلى هذا المعنى من فساد التوهم أشار المصنّف حيث قال : (لانّ العقل ينفي تكليفه بالمنسيّ) والمغفول عنه حال نسيانه أو غفلته أو ما أشبه ذلك (ولا يثبت له تكليفا بما عداه من الاجزاء) التسعة (وإنّما يأتي بها بداعي الأمر بالعبادة الواقعية غفلة عن عدم كونه إياها) أي : عدم كون هذا المأتي به تلك العبادة الواقعية.
وعليه : فانه (كيف) يمكن كون الصلاة بلا سورة واجبة على الغافل وجوبا عقليا؟ كما قاله هذا المتوهم ، أو وجوبا شرعيا ، كما قاله بعض ممّن تقدّم (و) الحال ان (التكليف عقليا كان أو شرعيا ، يحتاج إلى الالتفات) إلى الموضوع والحكم معا (وهذا الشخص غير ملتفت إلى) الموضوع ، لأنه ليس بملتفت إلى (أنّه ناس عن الجزء حتّى يكلف بما عداه) كما عرفت تفصيل ذلك.
(ونظير هذا التوهّم) المذكور وهو استقلال العقل بوجوب المأتي به (توهّم : أنّ ما يأتي به الجاهل المركب باعتقاد أنّه المأمور به من باب اتيان المأمور به بالأمر العقلي) فاذا قطع بأنّ السورة مثلا ليست جزءا للصلاة قطعا ، وذلك بأن كان