نعم ، يجوز له بعد الفحص ، ومن هنا اشتهر بين أصحابنا : «أنّ عبادة تارك طريقي الاجتهاد والتقليد ، غير صحيحة وإن علم إجمالا بمطابقتها للواقع ، بل يجب أخذ أحكام العبادات عن اجتهاد أو تقليد».
ثم إنّ هذه المسألة ، أعني بطلان عبادة تارك الطريقين ، يقع الكلام فيها في مقامين ، لأن العامل التارك في عمله بطريقي : الاجتهاد والتقليد ، إمّا أن يكون حين العمل بانيا على الاحتياط واحراز الواقع ،
______________________________________________________
(نعم ، يجوز له بعد الفحص) وعدم عثوره على فتواه ان يأتي بالشيء المشكوك بين الوجوب والاستحباب بقصد الاحتياط.
(ومن هنا) أي : بناء على اعتبار نية الوجه في العبادة ، وعدم جواز العمل بالاحتياط قبل الفحص (اشتهر بين أصحابنا : «أنّ عبادة تارك طريقي الاجتهاد والتقليد ، غير صحيحة وإن) عمل بالاحتياط ولم يكن في الاحتياط محذور ، و (علم اجمالا بمطابقتها للواقع) وذلك لأنه وان علم ان غسل الجمعة مراد لله سبحانه وتعالى ، لكنه لا يعلم هل انه مراد على نحو المنع من النقيض ، أو لا على نحو المنع من النقيض؟ فلا يمكنه نيّة الوجه فيه مع قدرته على العلم بالوجه عن طريق الاجتهاد أو التقليد ، ولذلك قالوا :
(بل يجب أخذ أحكام العبادات عن اجتهاد أو تقليد») فيما إذا تمكن المجتهد من الاجتهاد في المسألة ، والمقلد من التقليد فيها.
(ثم إنّ هذه المسألة ، أعني : بطلان عبادة تارك الطريقين) : الاجتهاد والتقليد (يقع الكلام فيها في مقامين ، لان العامل التارك في عمله بطريقي : الاجتهاد والتقليد) لا يخلو من أحد وجهين :
الوجه الأوّل : (امّا أن يكون حين العمل بانيا على الاحتياط واحراز الواقع)