وقوله عليهالسلام : لمن أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع الغناء : «ما كان أسوأ حالك لو متّ
______________________________________________________
«فعن الفقيه والكافي : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان فلانا أصابته جنابة وهو مجدور ، فغسلوه ، فمات ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا سألوا؟ ألا يمموه؟ ان شفاء العيّ السؤال» (١).
وفي رواية الجعفري عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكر له ان رجلا أصابته جنابة على جرح كان به ، فأمر بالغسل فاغتسل فكز فمات؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قتلوه قتلهم الله ، إنّما كان دواء العيّ السؤال» والعيّ هنا هو الجهل ، والسؤال دواؤه.
هذا ، ولا يخفى : ان تشديد النبي والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين أحيانا في الكلام كما في الرواية السابقة لبيان أهمية الأمر ، كأهمية العلم والسؤال من أهل العلم من جهة ، ولبيان طريقة الاسلام في تقويم المجتمع واصلاحه من جهة اخرى ، فانهم حيث أرادوا الجمع بين النهي الأكيد عن المنكر لتقويم المجتمع وبين عدم استعمال السيف والسوط والسجن والتعذيب ومصادرة الأموال وما أشبه ذلك مما جرت عليه عادة الحكام غالبا ، شدّدوا في الكلام من باب دوران الأمر بين الأهم والمهم.
(و) مثل (قوله عليهالسلام : لمن أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع الغناء) حيث كان جاهلا بحرمة الاستماع فقال له عليهالسلام : (ما كان أسوأ حالك لو متّ
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٤٠ ح ١ وج ٣ (فروع) ص ٦٨ ح ٥ ، تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٤٠ ح ١ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٠٧ ح ٢١٩ ، وسائل الشيعة : ج ٣ ص ٣٤٦ ب ٥ ح ٣٨٢٤.