«يقال للعبد يوم القيامة : هل علمت؟ فان قال : نعم ، قيل : فهلّا عملت؟ وإن قال : لا ، قيل له : هلّا تعلّمت حتى تعمل»؟.
وما رواه القمّي في تفسير قوله تعالى : (الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) «نزلت فيمن اعتزل عن أمير المؤمنين عليهالسلام ولم يقاتل معه» (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا : كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) أي : لم نعلم من الحق ،
______________________________________________________
«يقال للعبد يوم القيامة : هل علمت؟ فان قال : نعم ، قيل : فهلّا عملت) وهلّا للتحضيض ، يعني : لما ذا لم تعمل بما علمت؟ (وإن قال : لا ، قيل له : هلّا تعلّمت حتى تعمل؟) (١) مما يدل على ان التعلم واجب.
(و) مثل (ما رواه القمّي في تفسير قوله تعالى : (الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)) أي : بسبب المعاصي لان الانسان إذا لم يطع الله كان ظالما لنفسه ، فقال القمي («نزلت) هذه الآية والمراد من نزولها : التأويل لا التنزيل كما هو واضح ، فانه قد يطلق على التأويل التنزيل باعتبار انه نزل مرادا به هذه التأويل ، فتأويلها (فيمن اعتزل عن أمير المؤمنين عليهالسلام ولم يقاتل معه) الناكثين والقاسطين والمارقين.
وعليه : فالآية تشير إلى ما يجري بين الملائكة واولئك الظالمين الذين تخلّفوا عن أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك أرواحهم وتقول :
(«قالوا :) أي : الملائكة لاولئك الظالمين (فيم كنتم) كناية عن انه لما ذا لم تنصروا الحق وتكونوا بجانب أمير المؤمنين عليهالسلام ضد أعدائه ((قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) (٢) أي : لم نعلم من) هو (الحق) ومن هو الباطل
__________________
(١) ـ الأمالي للمفيد : ص ٢٩٢ ح ١.
(٢) ـ سورة النساء : الآية ٩٧.