لكنّ الانصاف : ظهور أدلّة وجوب العلم في كونه واجبا غيريّا ، مضافا إلى ما عرفت من الأخبار في الوجه الثالث ، الظاهرة في المؤاخذة على نفس المخالفة.
______________________________________________________
(لكنّ الانصاف : ظهور أدلة وجوب العلم في كونه واجبا غيريّا) كقوله تعالى :
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (١) فانه ظاهر في ان العلم واجب من جهة كونه مقدمة الاعتقاد ، لا من جهة نفسه ، ولذلك إذا علم ولم يعتقد ، لم ينفعه علمه ، كالكفار فانهم كانوا يعلمون ، لكنهم كانوا لا يعتقدون بالحق ، ولذلك قال فيهم سبحانه : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (٢) وقال سبحانه : (يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) (٣) إلى غير ذلك (مضافا إلى ما عرفت من الأخبار في الوجه الثالث) من الوجوه الخمسة المتقدمة (الظاهرة في المؤاخذة على نفس المخالفة) لا ترك التعلم ، مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيمن غسل مجدورا اصابته جنابة فكزّ فمات : «قتلوه قتلهم الله ، إلّا سألوا؟ إلّا يمّموه؟» (٤).
وقوله عليهالسلام لمن أطال الجلوس في بيت الخلاء لاستماع الغناء : «ما كان أسوأ حالك لو متّ على هذه الحالة ، ثم أمره بالتوبة وغسلها» (٥).
وما ورد في تفسير قوله تعالى : (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) (٦) حيث يقال للعبد يوم
__________________
(١) ـ سورة محمد : الآية ١٩.
(٢) ـ سورة النمل : الآية ١٤.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ١٤٦ ، سورة الانعام : الآية ٢٠.
(٤) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٤٠ ح ١ والكافي (فروع) : ج ٣ ص ٦٨ ح ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٠٧ ح ٢١٩ ، مستدرك الوسائل : ج ٢ ص ٥٢٨ ب ٤ ح ٢٦٣١ ، وسائل الشيعة : ج ٣ ص ٣٤٦ ب ٥ ح ٣٨٢٤ ، تهذيب الاحكام : ج ١ ص ١٨٤ ب ٨ ح ٣.
(٥) ـ الكافي (فروع) : ج ٦ ص ٤٣٢ ح ١٠ ، تهذيب الاحكام : ج ١ ص ١١٦ ب ٥ ح ٣٦ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٨٠ ح ١٧٧ ، وسائل الشيعة : ج ٣ ص ٣٣١ ب ١٨.
(٦) ـ سورة الانعام : الآية ١٤٩.