ويمكن أن يلتزم حينئذ باستحقاق العقاب على ترك تعلم التكاليف ، الواجب مقدمة ، وان كانت مشروطة بشروط مفقودة حين الالتفات إلى ما يعلمه إجمالا من الواجبات المطلقة والمشروطة ،
______________________________________________________
القيامة : هل علمت؟ فان قال : نعم ، قيل : فهلا عملت؟ وان قال : لا ، قيل له : هلّا تعلمت حتى تعمل؟ (١) إلى غيرها من الروايات الظاهرة في كون المؤاخذة على نفس المخالفة لا على ترك التعلم.
(و) عليه : فقد ظهر : ان وجوب التعلم غيري لا نفسي ، لكن يبقى عليه إشكال التفصيل في العقاب بين الواجبات المطلقة وغير المطلقة ، وللتخلص من هذا الاشكال (يمكن أن يلتزم حينئذ) أي : حين كان وجوب التعلم غيريا لا نفسيا ، ـ إضافة إلى ما تقدّم ـ : (باستحقاق العقاب على ترك تعلم التكاليف ، الواجب) ذلك التعلم (مقدمة ، وان كانت) تلك التكاليف (مشروطة بشروط مفقودة حين الالتفات إلى ما يعلمه إجمالا).
والحاصل : انه لا فرق في تنجز التكليف حين الالتفات اليه ولو اجمالا بين أن يكون (من الواجبات المطلقة والمشروطة) فانها تتنجز على الملتفت إليها إجمالا بلا فرق بينها ، إلّا ان التكاليف المطلقة تتنجز بنحو الاطلاق ، والمشروطة بنحو التقييد.
ولا يخفى : إنّ هذا كما قلنا هو وجه أخر لحل وإشكال التفصيل في العقاب على القول بأنّ وجوب التعلم مقدمي نفسي ، وحاصله كما يلي :
إنّ المكلّف حين التفاته الاجمالي إلى ان عليه بعض التكاليف ، تتنجز عليه تلك التكاليف بلا فرق بين أن يلتفت إلى ما ليس له شرط كوجوب الستر ،
__________________
(١) ـ الأمالي للمفيد : ص ٢٩٢ ح ١ ، مجموعة ورام : ج ٢ ص ١٧٨.