ومثل : قوله عليهالسلام في موثّقة عمّار : «كلّ شيء طاهر حتى تعلم أنّه قذر» ، بناء على أنّه مسوق لبيان استمرار طهارة كل شيء الى أن يعلم حدوث قذارته ، لا ثبوتها له ظاهرا ، واستمرار هذا الثبوت الى أن يعلم عدمها.
______________________________________________________
هذه الرواية بعدم القول بالفصل.
ثانيا : (ومثل : قوله عليهالسلام في موثّقة عمار : «كلّ شيء طاهر حتى تعلم أنّه قذر» (١)).
وإنّما تدل هذه الموثقة على الاستصحاب (بناء على أنّه مسوق لبيان استمرار طهارة كل شيء الى أن يعلم حدوث قذارته) فكل شيء تستمر طهارته السابقة الى زمان العلم بالنجاسة وهي قاعدة الاستصحاب.
(لا) بناء على (ثبوتها له) أي : ثبوت الطهارة للشيء (ظاهرا ، واستمرار هذا الثبوت الى أن يعلم عدمها) أي : عدم طهارته حتى تدل هذه الموثقة على قاعدة الطهارة ، ويكون التقدير حينئذ كالتالي :
كل شيء مشكوك الطهارة والنجاسة ، محكوم بالطهارة حكما مستمرا الى زمان العلم بالعدم.
والحاصل : إن الموثقة هذه قد يقال بأنها تريد بيان استصحاب الطهارة فقط ، أو بيان قاعدة الطهارة فقط ، وقد يقال ـ كما نراه نحن ـ بأنها تريد بيان كليهما ، غير إنه عند بيان كليهما يكون قد ذكر فيها غاية واحدة مشتركة بين الاستصحاب والقاعدة.
وإنّما تكون الغاية مشتركة بينهما لأن كل واحد من الاستصحاب والقاعدة
__________________
(١) ـ مستدرك الوسائل : ج ١ ص ١٩٠ ب ٤ ح ٣١٨ ، تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٢٨٥ ب ١٢ ح ١١٩.