نعم ، قوله : «حتى تعلم» يدل على استمرار المغيّا لكن المغيّا به الحكم بالطهارة ، يعني : هذا الحكم الظاهري مستمر له الى كذا ، لا أنّ الطهارة الواقعيّة المفروغ عنها مستمرّة ظاهرا الى زمن العلم.
______________________________________________________
(نعم ، قوله : «حتى تعلم» يدل على استمرار المغيّا) فإن المغيّى فيه استمرار ، لكن لا استمرار الاستصحاب ، ولهذا قال المصنّف : (لكن المغيّا به) والضمير في به راجع الى حتى ، فيكون المراد بالمغيّا به هو : (الحكم بالطهارة يعني : هذا الحكم الظاهري مستمر له) أي : للشيء (الى كذا) ومصداق كذا هو العلم بالنجاسة.
(لا أنّ الطهارة الواقعيّة المفروغ عنها ، مستمرّة ظاهرا الى زمن العلم) بالنجاسة.
إذن : فقوله حتى تعلم ، بنظر المصنّف يفيد : إن مشكوك الطهارة مستمر طهارته الظاهرية الى زمن العلم ، لا أن الطهارة الواقعية مستمرة الى زمن العلم ، والمعيار في الاستصحاب هو الثاني حيث إن الاستصحاب كاشف عن الواقع ، فاللازم أن تكون الطهارة الواقعية للشيء مستمرة الى أن يعلم بخلافه لا الطهارة الظاهرية ، كما ان الحلية الواقعية للشيء مستمرة الى أن يعلم بحرمته لا الحلية الظاهرية ، وان الحياة الواقعية للشخص مستمرة الى أن يعلم بموته لا الحياة الظاهرية ، وهكذا.
لكن يمكن أن يقال : إن الاستصحاب أعم من الواقعي والظاهري ، فالحكم الثابت واقعا أو ظاهرا مستمر الى العلم بالخلاف ، كما إذا شهدت البيّنة على الطهارة فإنه حكم ظاهري ، ويستمر الى أن نعلم بالخلاف.