والمراد بالإبقاء الحكم بالبقاء. ودخل الوصف في الموضوع مشعر بعلّيته للحكم ، فعلّة الابقاء هو أنّه كان ، فيخرج إبقاء الحكم لأجل وجود علّته أو دليله.
وإلى ما ذكرنا يرجع تعريفه
______________________________________________________
(والمراد بالإبقاء) حينئذ هو : (الحكم بالبقاء) فانّه ليس ابقاء خارجيا وإنّما حكم بالبقاء ، كالحكم ببقاء الوضوء ، أو ببقاء الحدث ، أو ببقاء الزوجيّة ، أو ما أشبه ذلك ، فالمكلّف المستصحب ـ بالكسر ـ يأخذ الحكم السابق مصاحبا الى الحالة اللاحقة.
هذا (ودخل الوصف) وهو قوله : «كان» لانّ الكلمة وصف (في الموضوع) وهو «ما» في قوله : «ما كان» (مشعر بعلّيته) أي : علّية الوصف (للحكم) الذي هو الابقاء (فعلّة الابقاء هو أنّه كان) فكأنّه قيل : أبق الحالة السابقة لأنّه كان سابقا.
وعليه (فيخرج إبقاء الحكم لأجل وجود علّته أو دليله) فانّ الشيء قد يبقى لبقاء علّته كبقاء نجاسة الماء المغيّر لبقاء تغيّره ، لأنّ النجاسة معلولة للتغيّر ، فاذا بقي التغيّر بقيت النجاسة.
وقد يبقى لبقاء دليله كبقاء حكم الحلّية للحليب الحلال اذا صار جبنا أو أقطا أو زبدا أو ما أشبه ذلك ، وكبقاء حكم الحرمة للحليب الحرام عند صيرورته جبنا أو أقطا أو زبدا أو ما أشبه ذلك.
ومن الواضح : أنّ بقاء الحكم لاجل وجود علّته أو وجود دليله لا يسمّى استصحابا بالمعنى الذي ذكرناه ، نعم ، إذا كان البقاء لمجرد أنّه كان سابقا فهذا هو الاستصحاب.
(وإلى ما ذكرنا) في تعريف الاستصحاب : من أنّه إبقاء ما كان (يرجع تعريفه)