فرقة واحدة ...
وشجب الإمام قوله :
« كذبت والّذي لا إله إلاّ هو ، لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة ، فإنّ الله يقول : ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) فهذه الّتي تنجو » (١).
ولا وجود لهذه الفرقة في بني إسرائيل ، فجميع طوائفهم يدعون إلى المنكر ، ويعدلون عن الحقّ ، ويقتلون الأبرياء ، ومنكراتهم في فلسطين وآثامهم في العالم تدلّل على ذلك ، ولعلّ تلك الفرقة كانت موجودة بعد وفاة موسى ثمّ انقرضت.
( وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ (٢) إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ. وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ. فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ) (١٦٣) إلى (١٦٦)
ورد تفسير هذه الآيات في كتاب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام حسب ما رواه أبو جعفر عليهالسلام قال :
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٢.
(٢) حاضرة البحر : أي قريبة من البحر.