٤ ـ قصد التأكيد ، كقوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) الواقعة : ٧٥ ، ٧٦ وفيها اعتراضان ، اعتراض بقوله : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ) بين القسم وجوابه ، واعتراض بقوله (لَوْ تَعْلَمُونَ) بين الصفة والموصوف. والمراد تعظيم شأن ما أقسم به من مواقع النجوم وتأكيد إحلاله فى النفوس.
٥ ـ كون الثانى بيانا للأول ، كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة : ٢٢٢ ، فإنه اعتراض بين قوله : (فَأْتُوهُنَ) البقرة : ٢٢٢ ، وبين قوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) البقرة. ٢٢٣ ، وهما متصلان معنى ، لأن الثانى بيان للأول ، كأنه قال : فأتوهن من حيث يحصل منه الحرث.
٦ ـ تخصيص أحد المذكورين بزيادة التأكيد على أمر علق بهما ، كقوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) لقمان : ١٤ ، فاعترض بقوله : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) وبين «ووصّينا» ، وبين الموصى به ، وذلك لإذكار الولد بما كابدته أمه من المشقة. فى حمله وفصاله ، فذكر الحمل والفصال يفيد زيادة التوصية بالأم ، لتحملها من المشاق والمتاعب فى حمل الولد ما لا يتكلفه الوالد.
٧ ـ زيادة الرد على الخصم ، كقوله تعالى : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) النحل : ١٠١ ، فاعترض بإذا ، وجوابها بقوله (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) البقرة : ٧٣ فكأنه أراد أن يجيبهم عن دعواهم فجعل الجواب اعتراضا.
٨ ـ الإدلاء بالحجة ، كقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) النحل : ٤٣ ، ٤٤ : فاعترض بقوله : (فَسْئَلُوا) بين قوله : (نُوحِي إِلَيْهِمْ) وبين قوله : (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) إظهارا لقوة الحجة عليهم.
* * *