ما أن شب وترعرع في كنف هذه العائلة حتى دفعه ابوه الى احد الكتاتيب ـ وعباس لم يتجاوز السادسة من عمره آنذاك فتعلم القراءة والكتابة وولع بالادب منذ الطفولة وتدرج وهو يقرأ النحو كالقطر لابن هشام والالفية لابن مالك ويطالع ( البيان والتبيين ) للجاحظ و ( جوهر البلاغة ) وتاريخ الاسلام ويقضي شطرا من وقته بقراءة دواوين الشعر كما حفظ خمسين خطبة من نهج البلاغة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام ، وحفظ ما يقارب عشرة آلاف بيت من الشعر ومنها ( المعلقات ).
ونهض به عزمه ونبوغه لاكمال دراسته في النجف وهكذا مكث مكبا حوالي سنتين وعاد بعدها الى مسقط رأسه وصار يشارك في الحفلات الادبية وينشر روائعه في الصحف المحلية حتى جمع أكثر من ديوان ، وسمى أول دواوينه ب ( هدير الشلال ) ومنه نعرف الروح الحماسية التي يتحلى بها شاعرنا ومنها تحية الجيش الباسل لخوض المعارك في فلسطين.
فلسطين تناديكم
بنفس |
|
تكاد تهد زفرتها
الجبالا |
وقلب لا يزال من
البلايا |
|
ومن صهيون يلتهب
اشتعالا |
ومن دواوينه ( أغاني الشباب ) جمع قصائده في الوصف والغزل والنسيب.
يا ذكريات الحب
والسمر |
|
وافاك ليل الصب
فانتشري |
ودعي الهموم تظل
عالقة |
|
بسوانح الاحلام
والفكر |
وتجمعي حولي
مهدهدة |
|
أشواق قلب ضج من
كدر |
وتحشدي والليل
يحضنني |
|
والنجم لماح على
البشر |
وطلاقة الماضي
مرفرفة |
|
كرفيف حلم مشرق
الصور |
كتب الاديب المعاصر سلمان هادي الطعمة عن الشاعر وقال :
له ديوان في مديح ورثاء أهل البيت يضم طائفة من القصائد العامرة تليت في احتفالات كربلاء ومهرجاناتها الادبية ومن روائعه في ذكرى الامام علي عليهالسلام وقد ألقاها في الروضة الحسينية :
ولد الوصي فيا
خواطر رددي |
|
نغم الهنا في
مهرجان المولد |
واستلهمي الذكرى
قوافي ترتمي |
|
بأرق من روح
الربيع وأبرد |
ثم اسكبي الشعر
الجميل بشائرا |
|
غرا تفيض بصبوتي
وتوددي |