للنزاهة فلم ينتقض له حكم قط طيلة اثنتي عشرة سنة ولم يغير المنصب منه شيئا ، ملتزما بأوامر الشرع الشريف متثبتا كل التثبت مراعيا احكام الله والشريعة ( المقدسة ) وعرف عنه انه يحرص كل الحرص على حل الخصومات صلحية اكثر منها تنفيذية ومن شعره :
لولا شؤون شرحها
محزن |
|
تهدد الحر بما
يخشى |
ما كنت بالمنبر
مستبدلا |
|
ما عشت كرسيا
ولا عرشا |
وقوله :
أبعد الصبر
والعزلة |
|
والاخبات والنسك |
أولى الحكم بين
الناس |
|
هذا المضحك
المبكي |
لقد ألجأني دهري |
|
الى أمر به هلكي |
فللويل على
الفعل |
|
وللويل على
الترك |
لقد ألزم نفسه ان لا يجلس للقضاء بين الناس الا وهو على وضوء داعيا ربه أن يهديه للصواب ، قال له زميله الشيخ علي الشرقي ـ وكان اكثر اخوانه اصرارا عليه بتولي القضاء ـ قال له على سبيل المداعبة ، انك ستجد النشوة الكبرى عندما تجلس وراء منضدتك وتقرر حكمك والناس صامتون مذعنون والمحامون صاغون ترى نفسك كأنك جالس فوق النجوم. وعندما تولى السيد المنصب كتب للشيخ الشرقي : اني وجدت أن تلك الساعة هي أخوف ساعة ، فما من مرة وقد هممت باصدار الحكم الا وارتسمت امام عيني الآية من قوله تعالى « ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ».
كان يقضي شطرا من الليل بالابتهال والدعاء والتضرع والبكاء ويراها احب الساعات الى نفسه ومما أنشدنيه رحمه الله في أواخر حياته وهو آخر ما نظم من رباعيات.
لقد أعرضت عن
دنيا |
|
بها لا يرتجى
الخير |
وأقبلت على اخرى |
|
اليها ينتهي
السير |
فدنيا أنا فيها
الدار |
|
والمسجد لا غير |
تحيرت فلا ادري |
|
أدار هي أم دير |
وقال :
ولما أن رأيت
الناس غرقى |
|
بطوفان الجهالة
والغوايه |