ويلحقهم فضل الشفاعة
بالرضى |
|
كلوا واشربوا من
خير أكل ومشرب |
سوى أن قوما
جعجعوا بابن بنته |
|
وحفوا به من
قاتل ومؤلب |
وانحوا على
أوداجه كل مرهف |
|
طرير وحزوا رأسه
لتتوب |
كأنهم لما
أباحوا حريمه |
|
أباحوا حريم
الديلمي المحرب (١) |
ويقول في احدى الحسينيات :
ولو حدثت عن
كربلاء لابصرت |
|
حسينا فتاها وهو
شلو مقدد |
وثاني سبطي احمد
جعجعت به |
|
رعاة جفاة وهو
في الارض أجرد |
ولم يرقبوا الا
لآل محمد |
|
ولم يذكروا أن
القيامة موعد |
وان عليهم في
الكتاب مودة |
|
بقرباه لا ينحاش
عنها موحد |
فيا سرع ما
ارتدوا وصدوا عن الهدى |
|
ومالوا عن البيت
الذين به هدوا |
ويا كبدي ان انت
لم تتصدعي |
|
فانت من الصفوان
اقسى وأجلد |
فيا عبرتي ان لم
تفيض عليهم |
|
فنفسي أسخى
بالحياة وأجود |
أتنتهب الايام
فلذة احمد |
|
وافلاذ من
عاداهم تتودد |
أيضحى ويظمى
احمد وبناته |
|
وبنت زياد وردها
لا يصرد |
وما الدين الا
دين جدهم الذي |
|
به أصدروا في
الصالحين وأوردوا |
ينام النصارى
واليهود بأمنهم |
|
ونومهم بالخوف
نوم مشرد |
وما هي الا ردة
جاهلية |
|
وحقد قديم
بالحديث يؤكد |
ان ابن ابي الخصال يلح على مأساء كربلاء ويقدمها في صور شتى ويكرر افكاره خلال قصائده وهو أول شاعر اندلسي ـ فيما نعلم ـ يعتبر قتل الحسين ردة جاهلية ذلك القتل الذي كان بدافع حقد قديم يضمره بنو عبد شمس لبني هاشم قبل الاسلام وأكده الحديث ، كما أبرزته الاحداث بعد الدعوة الاسلامية ويؤكد كفر القتلة نثرا في بعض رسائله بقوله : وما يلقاها الا كل خارج عن الاسلام ومارق ، كلا ان ملائكة العذاب لتدخل عليهم بالمقامع من كل باب ، فأي وسيلة بينهم وبين شفاعة جده يوم الحساب (٢).
أدرك ابن أبي الخصال مكانة عالية على عهد المرابطين كما يتبين ذلك من انتاجه الادبي الغزير لكنه نشب في ثورة فاشلة
__________________
١ ـ ازهار الرياض مخطوط بالخزانة العامة بالرباط.
٢ ـ رسائل ابن أبي الخصال ، توجد لدى الاستاذ الطاهري مصطفى.