الانانية
غمر
السرورفؤادها بزواجه |
|
وأعاد شاحب
وجهها متهللا |
قد كان من أقصى
الاماني عندها |
|
يوم ترى فيه
ابنها متأهلا |
حتى اذا نعمت
بليلة عرسه |
|
وتفيأ الضيف
الجديد المنزلا |
نظرتهما مسرورة
وتجاهلت |
|
قلقا افاق
بنفسها فتململا |
لم تدر ما هو؟
غير أن فؤادها |
|
قد عاد لا يجد
السرور الاولا |
ظنته وهما عارضا
فاذا به |
|
داء على مر
الليالي استفحلا |
وطغت عليها وحشة
من بيتها |
|
فكأنه بعد العشي
تبدلا |
وكأنها ندمت
وودت لو أبى |
|
ليعيش معها
راهبا متبتلا |
كان ابنها ملكا
اليها خالصا |
|
واليوم ها هو
للغريب تحولا |
وتوهمت شبحا
يحاول فصلها |
|
عنه ويطلب منه
أن يتنصلا |
* * *
رجعت لعزلتها
تناجي نفسها |
|
وتود عما نالها
أن تسألا |
فأجابها القلق
الذي شعرت به |
|
مهلا فاني لم
اجئ متطفلا |
أنا ذلك الغرض
الاناني الذي |
|
في كل نفس لم
أزل متأصلا |
حب الامومة
لابنها حب لها |
|
فاذا تلمست
العقوق تسللا |
نار الحروب
توقدت من لذعتي |
|
والحرص يختلق
الذنوب تعللا |
لو لم اكن لم
تشهدي متظلما |
|
من جائريه ولا
بطاغ مبتلى |
لا يستطيع العلم
جذم أواصري |
|
ولو أنه بلغ
السموات العلى |
بل كلما ارتقت
الحضارة في الورى |
|
اشتدت قوادحها
وزادتني صلى |
* * *
أنا كاللظى
والناس في غليانهم |
|
كالماء والدنيا
استحالت مرجلا |