استثنى من المائة ثلاثة فلما خفض غير الثانية وكان قد وصف الثلاثة بأنها غير درهم فالاستثناء على حاله والمال سبعة وتسعون درهما.
وكذلك لو قال له عندي مائة غير ثلاثة غير درهم بنصب غير الأولة ورفع غير الثانية فإن له عنده سبعة وتسعون درهما لأنه استثنى من المائة ثلاثة لما نصب غيرا ثم وصف المائة بأنها غير درهم لما رفع غير الأخرى.
فإن هو أدخل الواو في الكلام عاطفا بها كان استثناء معطوفا على استثناء والجميع يسقط من الأصل المذكور كقوله له عندي مائة غير خمسة وغير سبعة فالخمسة والسبعة يسقطان من المائة فيكون له عنده ثمانية وثمانون درهما فافهم ذلك.
مسألة
ذكرها شيخنا المفيد رضي الله عنه في كتاب الأشراف رجل اجتمع عليه عشرون غسلا فرض وسنة ومستحب أجزأه عن جميعها غسل واحد.
جواب
هذا رجل احتلم وأجنب نفسه بإنزال الماء وجامع في الفرج وغسل ميتا ومس آخر بعد برده بالموت قبل تغسيله ودخل المدينة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد زيارة الأئمة عليهم السلام هناك وأدرك فجر العيد وكان يوم جمعة وأراد قضاء غسل عرفة وعزم على صلاة الحاجة وأراد أن يقضي صلاة الكسوف وكان عليه في يوم بعينه صلاة ركعتين بغسل وأراد التوبة من كبيرة على ما جاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد صلاة الاستخارة وحضرت صلاة الاستسقاء ونظر إلى مصلوب وقتل وزغة وقصد إلى المباهلة وأهرق عليه ماء غالب النجاسة.
فصل في ذكر هيئة العالم.
اعلم أن الأرض على هيئة الكرة والهواء يحيط بها من كل جهة والأفلاك تحيط بالجميع إحاطة استدارة وهي طبقات بعضها يحيط ببعض فمنها سبعة تختص بالنيرين والكواكب الخمسة التي تسمى المتحيرة والسيارة.