مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ) وقوله تعالى (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) فكيف يحسن أن يقول بعد هذا (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟؟
قلنا الوجه في ذلك أن فعل العقاب وإن لم يكن نعمة فذكره ووصفه والإنذار به من أكبر النعم لأن في ذلك زجرا عما يستحق به العقاب وبعثا على ما يستوجب به الثواب.
وإنما أشار تعالى بقوله (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) بعد ذكر جهنم والعذاب فيها إلى إنعامه بذكر وصفها والإنذار بها والتخويف منها ولا شك في أن هذا في النعم التي يجب الاعتراف بها والشكر عليها ... (١)
كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان
ومما عملته كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان عليه وعلى آبائه أفضل السلام وبيان جواز تطاول الأعمار
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله على ما هدى وصلاته على من اصطفى سيدنا محمد ورسوله المجتبى وآله أئمة الهدى.
ذكرت يا أخي أيدك الله أنك رأيت جماعة من المخالفين يعتمدون في إنكار وجود صاحب الزمان صلى الله عليه وسلم على ما يقتضيه تاريخ مولده من تطاول عمره على القدر المعهود ويقولون إذا كان مولده عندكم في سنة خمس وخمسين ومائتين فله إلى سنتنا هذه وهي سنة سبع وعشرين وأربعمائة ـ مائتان واثنتان وسبعون سنة.
__________________
(١) نجد الكلام على ذلك في كتاب الأمالي للمرتضى ج(١) صلى الله عليه وسلم ١٢٠ ـ ١٢٣.