أبي بكر في الغار وقد وقع الحزن منك وتوجه النهي إليك ونزلت السكينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم دونك وفاز بفضيلة المواساة بالنوم على الفراش غيرك لقال أعوذ بالله من ذلك والفرق بين الحالين مرئي للعميان. (١)
أحاديث
وقد روى الثقات عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال لما بات علي عليهم السلام على الفراش أوحى الله تعالى إلى ملكين من ملائكته لم يكن في الملائكة أشد ائتلافا ومؤاخاه منهما فقال إني مميت أحدكما فاختارا قال فتدافعا الموت بينهما وآثر كل واحد منهما البقاء فأوحى الله تعالى إليهما أين أنتما عن عبدي هذا الراضي بالموت البائت على فراش ابن عمه يقيه الردى بنفسه أما إني قد علمت من سريرته أن تلف نفسه أحب إليه من أن تؤخذ شعره من شعر ابن عمه انزلا إليه فاحفظاه واكلآه إلى الصبح فلم تزل عين المشركين تلحظه والملائكة الكرام تحفظه إلى أن كان وقت الصبح وهجم المشركون عليه للقتل فألقى الله تعالى في قلوبهم لما أراده من حياته أن يوقظوه من نومه فقالوا ننبهه ليرى أنا ظفرنا به قبل قتله فلما فعلوا ذلك وثب إليهم أمير المؤمنين عليهم السلام وفي يده سيفه فتولوا عنه هاربين فقال لهم أمير المؤمنين عليهم السلام دخلتم وأنا نائم فادخلوا وأنا منتبه فقالوا لا حاجة لنا فيك يا ابن أبي طالب. (٢)
فصل من روايات ابن شاذان رحمهالله
حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان رضي الله عنه بمكة في المسجد الحرام.
__________________
(١) هذه الذي ذكره المؤلّف رحمه اللّه هنا أخذه من الطبريّ الإمامي في كتابه المسترشد صلى الله عليه وسلم ٥٢ ـ ٥٣.
(٢) هذا مرويّ باختصار في أسد الغابة ج ٤ صلى الله عليه وسلم ٢٥ انظر : فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٢ صلى الله عليه وسلم ٣١٠.