قال فدخلنا عليه فإذا هو في بيته يعمل النوار وإذا هو شيخ نحيف الجسم مدور اللحية كبيرها وله ولد صغير ولد له منذ سنة.
فقيل له إن هؤلاء القوم من أهل العلم متوجهون إلى العراق يحبون أن يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من أمير المؤمنين عليهم السلام.
فقال نعم كان السبب في لقائي له أني كنت قائما في موضع من المواضع فإذا أنا بفارس مجتاز فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده على رأسي ويدعو لي فلما أن عبر أخبرت بأنه علي بن أبي طالب عليهم السلام فهرولت حتى لحقته وصاحبته.
وذكر أنه كان معه في تكريت وموضع من العراق يقال له تل فلان بعد ذلك وكان بين يديه يخدمه إلى أن قبض عليهم السلام فخدم أولاده.
قال لي أحمد بن نوح رأيت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه وقالوا سمعنا آباءنا يخبرونا عن أجدادنا بحال هذا الرجل وأنه على هذه الصفة وكان قد مضى فأقام بالأهواز ثم انتقل عنها لأذية الديلم له وهو مقيم بشهرورد.
وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد القمي رحمهالله أن جماعة حدثوه بأنهم رأوا هذا المعمر وشاهدوه وسمعوا ذلك عنه.
وحدثني بحديثه أيضا قوم من أهل شهرورد وصفوا لي صفته وقالوا هو يعمل الزنانير.
وفي بعض ما ذكرناه في هذا الباب كفاية والحمد لله وصلاته على سيدنا محمد رسوله وآله.
فصل في الكلام في الآجال :
إن سأل سائل فقال ما حقيقة الآجال؟
فقيل له إن الآجال هي الأوقات فأجل الحياة وقتها وأجل الموت وقته الذي يوجد فيه.