يكون جميلا إذا قصد به وجه الله تعالى فلما كان في هذا الموضع واقعا على الوجه المحمود صح وصفه بالجميل.
وقد قيل إنه أراد صبرا لا شكوى فيه ولا جزع معه ولو لم يصفه بذلك لظن مصاحبة الشكوى والجزع له.
وقد قال أهل العربية إن ارتفاع الصبر هاهنا إنما هو لأن المعنى فشأني صبر جميل والذي أعتقده صبر جميل وقد أنشدوا :
شكا إلي جملي طول السرى |
|
يا جملي ليس إلي المشتكى |
صبر جميل فكلانا مبتلى |
معناه فليكن منك صبر جميل وقد روي أن في قراءة أبي فصبرا جميلا بالنصب وذلك يكون على الإغراء والمعنى فاصبري يا نفس صبرا جميلا قال ذو الرمة :
ألا إنما مي فصبرا بلية |
|
وقد يبتلى الحر الكريم فيصبر |
تأويل خبر :
إن سأل سائل فقال ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إن الله تعالى خلق آدم على صورته.
أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه له تعالى بخلقه فإن لم يكن على ظاهره فما تأويله.
الجواب :
قلنا أحد الأجوبة عن هذا أن تكون الهاء عائدة إلى الله تعالى والمعنى أنه خلقه على الصورة التي اختارها وقد يضاف الشيء إلى مختاره.
ومنها أن تكون الهاء عائدة إلى آدم ويكون المراد أن الله تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذين يكون أحدهم نطفة ثم علقة ثم مضغة ويخلق خلقا من بعد خلق ويولد طفلا صغيرا