(لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ)
سؤال عن آيات
إن سأل سائل فقال ما معنى قول الله تبارك وتعالى :
(ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) هود : ١٠٣ ـ ١٠٤ (١)
وقوله تعالى في موضع آخر :
(هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) المرسلات : ٣٥ ـ ٣٦.
وقال في موضع آخر :
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) الصافات : ٢٧ والطور : ٢٥.
وظاهر هذه الآيات مختلف لأن بعضها ينبئ عن أن النطق لا يقع منهم في ذلك اليوم ولا يؤذن لهم فيه.
وبعضها ينبئ عن خلافه :
فالجواب أنه تعالى إنما أراد بما نفاه نفي النطق المسموع المقبول الذي يكون لهم فيه حجة أو عذر ولم ينف الذي ليست هذه حاله.
ويجري هذا المجرى قولهم خرس فلان عن حجته ومرادهم بذلك أنه لم يأت بحجة ينتفع بها وإن كان قد تكلم كلاما كثيرا.
وقولهم حضرنا فلانا يناظر فلم يقل شيئا والمراد أنه لم يأت بكلام سديد ولا قول صحيح وإن كان قد قال قولا غزيرا فأطلقوا اللفظ في الكلام والمراد ما ذكرناه وقد قال الشاعر:
أعمى إذا ما جارتي خرجت |
|
حتى يواري جارتي الخدر |
ويصم عما كان بينهما |
|
سمعي وما بي غيره وقر |
__________________
(١) الأنبياء : ٩٩
(٢) تجد الكلام على ذلك في أمالي المرتضى م ١ صلى الله عليه وسلم ٤٣ ـ ٤٤.