بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين
الأدلة على أن الصانع واحد
وبعد فمن الأدلة على أن صانع العالم واحد ـ أما الذي يعتمده أكثر المتكلمين فدليل التمانع.
وهو أنه لو كان لصانع العالم ثان لوجب أن يكون قديما وإذا كان كذلك ماثله وإذا ماثله صح أن يريد أحدهما ضد ما يريده الآخر فيقع التمانع كإرادة أن يحرك جسما في وقت وأراد الآخر أن يسكنه فيه.
وإذا صح ذلك لم يخل الأمر من ثلاث خصال
إما أن يصح وقوع مراديهما من غير تضاد ولا تمانع بينهما فيكون الجسم في وقت واحد ساكنا ومتحركا وهذا محال.
وإما أن لا يصح وقوعهما ولا شيء منهما فهذا هو التمانع المبطل لوقوع مراديهما وهو دليل على ضعفهما.
وإما أن يقع مراد أحدهما دون الآخر فهو دليل على أن من لم يقع مراده