ممنوع ضعيف خارج من أن يكون قديما لأن من صفات القديم أن يكون قادرا لنفسه لا يتعذر عليه فعل اراده.
فإن قيل لم قلتم إنه إن كان معه ثان يصح أن يريد ضد مراده؟
قلنا لأن من حق القادر أن يصح منه الشيء وضده لا سيما إذا كان قادرا لنفسه فإذا كانا قادرين لأنفسهما صح ما ذكر بينهما.
فإن قيل إن التمانع لا يقع منهما لأنهما عالمان فكل واحد منهما يعلم أن مراد صاحبه حكمة فلا يريد ضده.
قلنا إن الكلام مبني على صحة ذلك دون كونه فإن لم يكن واحد منهما يريد أن يمنع صاحبه فكونه قادرا يعطي أنه ممكن منه وإن لم يفعل وتصح إرادته ولا تستحيل منه ويحصل من ذلك تقدير التمانع بينهما وجوازه.
فإن قيل لم ذكرتم أنهما إذا لم يقع مرادهما جميعا إن ذلك لضعفهما؟
قلنا لتساوي مقدورهما وعند تساويه لا يكون فعل أحدهما أحق بالوجود من فعل الآخر وفي ذلك إبطال أفعالهما وهو معنى قول الله عزوجل.
(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) الأنبياء : ٢٢
فإن قيل فلم قلتم إن وجود مراد أحدهما دليل على ضعف الآخر؟
قلنا لما في ذلك من رجحانه في قدرته على صاحبه فلو لا أنه أقدر منه لما وقع مراده دونه وهذا يوضح عن ضعف من لم يقع مراده.
دليل آخر
وقد احتج أصحابنا بدليل التمانع على وجه آخر فقالوا إنهما لو كانا اثنين كان لا يخلو أحدهما من أن يكون يقدر على أن يكتم صاحبه شيئا أو لا يقدر على ذلك.
__________________
(١) في النسخة : لا يعتذر.