وكذلك الأجل في الدين إنما هو وقت وجوبه.
ويقال للإنسان أجل لهذا الأمر أجلا معناه أجل لحدوثه وكونه وقتا.
فإن قال السائل أفتقولون إن الآجال محتومة لا يجوز تقديمها ولا تأخيرها أم تجيزون أن يقدمها الله تعالى ويؤخرها؟؟
قيل له الذي نقوله إن الله قادر على تأخير أجل الموت بالزيادة في مدة الحياة وعلى تقديمه بالنقصان منها.
فإن قال كيف يصح لكم القول بالتقديم والتأخير وما معناه والأجل عندكم هو الوقت فأي وقت حضرموت الإنسان فذلك أجله؟
قيل له المعنى في ذلك أن الوقت الذي أمات الله تعالى العبد فيه قد كان قادرا على أن لا يميته فيه بل يبقيه بدلا من ذلك ويحييه فيكون هذا هو تأخير أجله والزيادة في عمره.
والوقت الذي أحياه الله تعالى فيه قد كان قادرا على أن يميته بدلا من ذلك فيه ولا يحييه فيكون هذا هو تقديم أجله والنقص من عمره وجميع ذلك في العقل غير مستحيل وهو المعنى الذي ذهبنا إليه.
فإن قال فإذا علم سبحانه أنه يحيي عبده هذا مائة سنة حسبما تقتضيه عنده المصلحة فكيف يصح مع ذلك أن يزيد في هذا المبلغ أو ينقص؟
قلنا يصح أن يعلم أن المصلحة تقتضي أن يكون عمره مائة سنة ما لم يفعل شيئا معينا فمتى فعله اقتضت المصلحة أن يزيده على المائة عشرين سنة أو ينقصه منها عشرين وهذا أيضا غير مستحيل.
فإن قال أفليس الله تعالى عالما بأن العبد سيفعل ما تتغير المصلحة عند فعله أو لا يفعله؟
قلنا بلى إن الله تعالى عالم به وبكل كائن قبل كونه وبما لا يكون أن لو كان كيف يكون حاله.