ومنهم (دريد بن الصمة الجشمي عاش دهرا طويلا وسقط حاجباه على عينيه وقيل إنه لم يتجاوز مأتي سنة وأدرك الإسلام فلم يسلم وشهد يوم حنين مع هوازن وقتل بها وهو القائل لما كبر :
فإن يك رأسي كالنعمامة نسله |
|
يطيف بي الولدان أحدث .. |
رهينة قعر البيت كل عشية |
|
كأني أرقى أو أصوب في المهد |
فمن بعد فضل من شباب وقوة |
|
وشعر أثيت حالك اللون مسود |
ومنهم عمرو بن حممة الدوسي عاش أربعمائة سنة وهو الذي يقول :
كبرت فطال العمر حتى كأني |
|
سليم أفاع ليله غير مودع |
فما الموت أفناني ولكن تتابعت |
|
علي سنون من مصيف ومربع |
ثلاث مئين قد مررن كواملا |
|
وها أنا هذا أرتجي مر أربع |
فأصبحت مثل النسر حل جناحه |
|
إذا هم تطيارا يقال له قع |
قال أبو روق حدثنا الرياشي عن عمرو بن بكير عن الهيثم بن عدي عن مجالد بن الشعبي قال كنا عند ابن عباس في قبة زمزم وهو يفتي الناس فقام إليه رجل فقال له أفتيت أهل الفتوى فأفت أهل الشعر قال قل قال ما معنى قول الشاعر :
لذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا |
|
وما علم الإنسان إلا ليعلما |
فقال ذاك عمرو بن حممة الدوسي قضى على العرب ثلاثمائة سنة فلما ألزموه وقد رأى السادس أو السابع من ولد ولده قال إن فؤادي بضعة مني فربما تغير علي اليوم والليلة مرارا وأمثل ما أكون فيهما في صدر النهار